اليتيمة
صورة له ولأختها كما لاحظت بسلة المهملات دجاجا مسكوبا به وعلى المكتب كرزا لم يتناول منه واحدة فحدثت نفسها: “إنه يكره الدجاج ولا يتناوله أبدا، ولديه أيضا حساسية من الكرز”.
باليوم التالي جاءت ومعها برتقالة بيدها وقد وضعتها بكل حب على مكتبه ورحلت دون أن يراها أحد، لقد تصرفت تلقائيا بمحبته الساكنة بقلبها، وأثناء اجتماع تم عقده كانت تحضر به الفتاة م تدرك نفسها وهي شريدة البال طوال الاجتماع إلا وقد أنهت رسمه تفصيليا، وعندما انتهى الاجتماع وهي قائمة من مقعدها سقطت منها الورقة المرسوم بها حبيبها، ووقعت هذه الورقة في يده…
وباليوم التالي جمعت بينهما صدفة، كانت تضع البرتقالة على مكتبه فاستوقفها قائلا: “أأنتِ من يضع لي البرتقال يوميا، ومن أين لكِ أن تعلمِ أنها (البرتقالة) المفضلة بالنسبة لي؟!، وثانيا بعدما أخرج من يده الورقة (المرسوم بها وجهه) التي وقعت منها، أجزم أنكِ مغرمة بي سرا؟!، إنني أحب خطيبتي أبعد مما تتصورين، أتختبرين إخلاصي؟!، أطمئنكِ فإنني مخلص لها ولن أنظر
لغيرها لذلك أأمركِ بأن توقفي كل حركاتكِ للإيقاع بي، لأنها لن تفلح معي، يمكنكِ الرحيل ولكن أحذركِ إن تكرر منكِ شيئا مماثلا ستتحملين كل العواقب الوخيمة ولن أعفو عنكِ حينها”.
كل ذلك الكلام الموجع لقلبها ولكنها مازالت صامتة لا تتحدث عن وجعها إلا دموعها؛ وكان أغرب شيء أنه بنفس اليوم جمعت بين ثلاثتهم صدفة وجودهم جميعا بالمصعد، حبست الفتاة المسكينة دموعها ولكن أختها تعمدت إثارة جنونها وشغفها بمن تحب، فأخذت تداعبه أمامها، وكانت هناك نظرات منذرة بالشؤم من أختها تدل على أنها ما تزال تكن لها المزيد من المشاكل…
وما إن انشغل صاحب العمل بموظفيه ومجموعته حتى ذهبت الأخت إلى الفتاة تحذرها على أمل أن تعرف منها حقيقة كونها بالشركة، تطور الكلام بينهما حتى لطمتها بصفعة على خدها كعادتها التي تعودت عليها منذ الصغر، ولكن الفتاة لم تعد تتحمل أكثر من ذلك فردت إليها الص-فعة، ولكن كانت سيئة الحظ فلم تتحمل أختها الص-فعة حتى سقطت وارت-طمت رأسها بحافة ح-ادة، وقتها كان صاحب العمل صدفة مارا فشاهد كل ما حدث، كانت الفتاة تڼزف ډما من فمها إثر الل-طمة ولكن خطيبته ساقطة على الأرض دون أن يتفوه بكلمة واحدة حملها بين يديه وأسرع بها إلى